الثلاثاء، 23 فبراير 2016

السلياك و السكري ..

هناك العديد من الأمراض التي ترتبط بمرض السلياك, والتي غالبا ما تكون من مضاعفات السلياك أو العكس السلياك هو إحدى مضاعفات المرض, على سبيل المثال مرض السكري. وهو ما سوف نتطرق له في هذا المقال.

- السكري من النوع الأول:

في حالات مرض السكري من النوع الأول ، يهاجم الجهاز المناعي الخلايا التي تنتج الأنسولين في البنكرياس و يدمرها  ,و عندما لا يُنتج الجسم الأنسولين بشكل كافي (بروتين ينظم تركيز الجلوكوز في الدم) ينتج عن ذلك ارتفاع مزمن لمستويات الجلوكوز في الدم (ارتفاع سكر الدم)  والذي يسبب تلف للأوعية الدموية والأعصاب, و يمكن أن يؤدي هذا إلى مضاعفات خطيرة، مثل السكتة الدماغية و أمراض القلب وأمراض الكلى و بتر الأطراف.
وتشمل الأعراض لمرض السكري : كثرة التبول والعطش و الجوع و فقدان الوزن و جفاف الفم و التعب.
و لا يزال السبب الدقيق الذي يتسبب في رد فعل المناعة الذاتية في مرض السكري من النوع الأول غير مفهوماً حتى الآن, فهناك عوامل وراثية وبيئية يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري وكذلك بعض الأدوية التي تؤدي إلى تدمير خلايا بيتا التي تُفرز الأنسولين في البنكرياس, و عادة ما يتم تشخيص الحالة في الأطفال أو البالغين الشباب، لذلك يطلق عليه سكري الأطفال.
فحص السكري هو أسهل بكثير من فحص مرض السلياك والذي يكون عادة عن طريق تحليل دم  بعد فترة من الصيام, يقاس به مقدار الجلوكوز في الدم فإذا كان أكثر من درجة معينة ، فإن الشخص يعاني من السكري أو ما قبل السكري.
 أما إذا أُكتشف السلياك مبكراً بما فيه الكفاية ، فإنه يُمكن اختبار الأجسام المضادة (الأجسام المضادة التي تهاجم الجسم) قبل أن يعاني المريض من مرض السكري أو ما قبل السكري.
و علاج مرض السكري عادة ما يتضمن كلاً من التغيير في النظام الغذائي وكذلك حقن الأنسولين , و يجب على المرضى رصد ومراقبة نسبة السكر في الدم في جميع الأوقات لتجنب ارتفاع السكر في الدم أو انخفاضه.

- السكري من النوع الثاني:

المرضى الذين يعانون من السكري من النوع الثاني لا تزال لديهم خلايا منتجة للأنسولين في البنكرياس، لكنها لا تنتج ما يكفي من الأنسولين أو الخلايا الأخرى لا تستجيب للأنسولين, ويسمى هذا النقص في الاستجابة مقاومة الأنسولين , مما ينتج عنه زيادة في تركيز الجلوكوز في الدم مشابهة للسكري من النوع الأول، كما يمكن أن يسبب أعراض ومضاعفات مماثلة.
و بعض الأمور التي يمكن أن تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالسكري من النوع الثاني:
زيادة الوزن, الخمول, وجود فرد من الأسرة مصاب بالسكري من النوع الثاني, أن يكون عمره أكثر من 45 سنه, أن يكون مصاباً بـ ما قبل السكري أو سكري الحمل, أو الإصابة بـ متلازمة المبيض المتعدد التكيسات.
السلياك والسكري من النوع الأول:
نسبة انتشار السلياك في المرضى الذين يعانون من السكري من النوع الأول ما يقارب 8% , و نسبة انتشاره في المجتمع مايقارب1% على مستوى العالم.
اما في السعودية، نسبة انتشار السلياك في المرضى الذين يعانون من السكري من النوع الأول ما يقارب 11.2%, بينما نسبة إنتشارة بين المجتمع 2.2% (Saadah OI  et al, 2012).
 ومعظم المرضى الذين يعانون من الحالتين معاً يكون السلياك لديهم بدون أعراض أو يظنون أنها من أعراض مرض السكري , و بسبب إرتفاع معدل السلياك في المرضى الذين يعانون من السكري النوع الأول، ينصح الأطباء بالخضوع لاختبارات فحص السلياك بعد التشخيص بمرض السكري من النوع الأول وكذلك إجراء فحوصات السكري من النوع الأول لمرضى السلياك.
هناك دراسة حديثة وجدت أنه لا يوجد معايير موحدة لإجراء فحص السلياك لمرضى السكري من النوع الأول، وأن 60% من المختبرات التي أُجريت فيها هذه الدراسة لا تُجري الفحص إلا إذا كانت هناك أعراض واضحة ومؤشرة لوجود مرض السلياك، وقام الباحثون في الدراسة باقتراح وجود بروتوكول موحد للفحص والحاجة لزيادة توعية أخصائي التغذية عن النظام الغذائي الخالي من الجلوتين لمرضى السكري من النوع الأول.
السلياك والسكري من النوع الثاني:
 لا يوجد رابط مؤكد بين مرض السلياك ومرض السكري من النوع الثاني فمرض السكري من النوع الثاني يشمل مساهمة العديد من الجينات، لكنها لا ترتبط مع جينات مرض السلياك كما في النوع الأول.
السكر والنظام الغذائي الخالي من الجلوتين:
 النظام الغذائي الخالي من الجلوتين من الممكن أن يحسن من نسبة السكر في الدم، على الرغم من أنه موضوع جدل حتى الآن، فبعض الدراسات تدعم صحة هذه المعلومة, وبعض الدراسات تعتقد أنه لا يوجد فرق في نسبة السكر بين مرضى السكري الحاملين لمرض السلياك والمتبعين لحمية خالية من الجلوتين ومرضى السكري الآخرين.
خطورة عدم الالتزام بالحمية الغذائية الخالية من الجلوتين لمرضى السلياك:

مرض السلياك الغير معالج من الممكن أن يرفع خطورة الإصابة بانخفاض السكر بالدم، لأن الأمعاء لن تكون قادرة على امتصاص العناصر الغذائية بشكل صحيح ومنها السكريات، و وجود مرض مناعي يجعلك عرضة لأمراض أخرى، فمن المهم متابعة الأعراض والحالات التي تصيب مرضى السلياك حتى تحمي نفسك أواسرتك.

المصدر:
http://celiac.org/celiac-disease/cd-and-diabetes/
Saadah OI et al., 2012. Prevalence of CD Among High Risk Group in SA. KAUH Conference Paper 

الأحد، 14 فبراير 2016

لماذا مرضى السيلياك بحاجة لحمية غذائية مكثفة؟


نظرا لأهمية الحمية الخالية من الجلوتين لمريض السلياك,والتي تعد حتى الأن العلاجالوحيد للمرض, سنتناول في هذا  الموضوع التالي:

  1- ما هي الحمية الغذائية المكثفة؟
  2- ما سبب حدوث سوء الإمتصاص؟
  3- ما هي العناصر الغذائية المهمة المفقودة في الحمية الخالية من الجلوتين؟
  4- خطورة الحمية العالية بالدهون.
  5- لماذا من المهم جداً إتباع حمية صارمة خالية من الجلوتين؟
  6- نصائح لتنظيم الوجبات الغذائية.
   
1- لماذا الحمية الغذائية المكثفة مهمة؟ 
الأشخاص المصابين بالسيلياك لديهم عرضه أكبر الإصابة بنقص غذائي ، فالغذاء الان يعتمد بنسبة كبيرة على الأطعمة الجاهزة المعالجة، لذلك الأشخاص الذين يتبعون حمية خالية من الجلوتين غالباً ما تكون خياراتهم خارج هذه الأطعمة التي تحتوي على عناصر غذائية مضافة.

2-  ما سبب حدوث سوء الامتصاص؟
تناول الجلوتين يؤدي رد فعل مناعي مسبب التهابات في جدار الأمعاء التي تحتوي على شعيرات صغيرة تساعد على الإمتصاص و نتيجة لرد الفعل المناعي تقصر هذه الشعيرات ويصاب المريض بسوء الامتصاص .
و نقص بعض العناصر الغذائية في الحمية الخالية من الجلوتين ممكن أن تزيد نسبة  اصابتهم بعدة أمراض مثل :

2-1  فقر الدم : يحدث بسبب إنخفاض تركيز الهيموجلوبين في الدم و ينتج عن عدم قدرة الجسم على إمتصاص الحديد أو حمض الفوليك و فيتامين ب١٢ .

2-1-1 الحديد:
  قد يعالج سوء الامتصاص بتناول الحديد من الغذاء ( حيواني أو نباتي ) لكن أين يوجد الحديد في الغذاء؟
        الحبوب الكاملة : دقيق الذرة، دقيق الحبوب السوداء.
        اللحوم الحمراء ، الدواجن ، الأسماك .
        البقوليات .
        الخضروات ، خصوصاً الأوراق الخضراء.
        الفواكة الطازجة و المجففة وعصير الاجاص.
        المكسرات والبذور .
        الشوكولاتة الداكنة لكن يجب أن تكون نسبة الكاكاو على الاقل ٦٠٪    

و أفضل الطرق لوصول الحديد للدم يكمن في التالي :
        الحديد من المصدر الحيواني أفضل إمتصاص من الحديد نباتي المصدر.
        تناول كلا المصدرين في وجبة واحدة يؤدي لإمتصاص الحديد بشكل فعال .
        تجنب تناول مضادات حموضة ومكملات الكالسيوم في نفس الوجبة.
        القهوة والشاي تسبب بطء في امتصاص الحديد.
        فيتامين ج يساعد بشكل كبير على امتصاص الحديد نباتي المصدر ; مثل الفواكة والعصائر الحامضة و الكيوي ، الفراولة ، الشمام ، البروكلي ، الطماطم ، البطاطس ، الفلفل الأخضر و الأحمر ، الكرنب .                          
        تناول حمض الفوليك المتواجد بالأطعمة بشكل طبيعي أو مصنع ، حمض الفوليك المصنع يمتصه الجسم بشكل أسرع من الطبيعي , و الجسم يحتاج كمية كافية من حمض الفوليك لتصنيع كريات الدم الحمراء ولعملية أيض البروتين ومن المهم جداً تناول حمض الفوليك أثناء الحمل بشكل كافي لنمو و تطور الجنين .

2-1-2 حمض الفوليك
المصادر الطبيعية لحمض الفوليك:
        البقوليات : الحمص والفاصوليا والعدس والبازلاء.
        الخضار الورقية الخضراء : الكرنب ، اللفت ، السبانخ.
        عصائر الفاكهة : البرتقال والطماطم والأناناس.
فالأطعمة الغنية بحمض الفوليك مهمة جداً للأشخاص الذين يتبعون حمية خالية من الجلوتين.

2-1-3 فيتامين ب١٢
        يوجد فقط في الأطعمة الحيوانية و النباتيين يجب أن يعتمدون الاطعمة المضاف إليها فيتامين ب١٢ أو مكملات في حميتهم .

2-2   أمراض العظام : و تنقسم إلى لين العظام ، هشاشة العظام ، ضعف العظام.
- يمكننا مكافحة أمراض العظام بالطرق التالية :
        الفحص المبكر.
        الالتزام بحمية خالية من الجلوتين.
        مكملات غذائية تحتوي على الكالسيوم و فيتامين د لحصول الجسم على الكمية الكافية.
        أدوية تعزيز العظام.
        التقليل من تناول الكافين والصوديوم.

- الجسم يحتاج للكالسيوم ليعمل بشكل صحيح على :
         تشكيل العظام والمحافظة عليها.
        تخثر الدم.
        تقلص واسترخاء العضلات.
        إرسال الإشارات العصبية.
        تنظيم ضربات القلب.
        إفراز الإنزيمات و الهرمونات.

2-2-1  الكالسيوم:

- الحليب: نضيف الكالسيوم للحمية بتناول منتجات الحليب فالإرشادات الغذائية تنصح بتناول ٣ أكواب من الحليب يومياً
-  مصادر غير الحليب للكالسيوم :
        الخضروات مثل : الملفوف، السبانخ، القرنبيط.
        فول الصويا.
        الأسماك مثل : سمك السلمون ، سمك الفرخ ، السردين (المعلبة مع العظام)، سمك الهلبوت و سمك السلمون المرقط.
        البقوليات مثل : جميع أنواع الفاصولياء ، الحمص.
        اللوز
        الطحينة
        العسل الأسود
        البرتقال
        التوفو المصنعة مع كبريتات الكالسيوم.

- الأغذية المدعمة بالكالسيوم :
        عصير البرتقال.
        منتجات الصويا.
        حليب الأرز والمكسرات.
        بعض الحبوب الخالية من الجلوتين.

2-2-2 فيتامين د
يوجد في عدد محدود من الأطعمة كالأسماك الدهنية، زيت السمك و صفار البيض. و يوجد في بعض الأطعمة المدعمة مثل الحليب و السمن و اللبن و الزبادي و المشروبات التي تحتوي على اللبن بشكل أساسي . كما أن معظم المشروبات المصنوعة من الصويا ، البطاطا ، الأرز أو المكسرات مدعمة بفيتامين د. و يتوفر أيضاً في حبوب الإفطار، عصير البرتقال وعصائر الفواكة الأخرى غالباً ما تكون مدعمة بفيتامين د. و تتواجد بشكل طبيعي في أشعة الشمس تعتبر من المصادر الأساسية لفيتامين د عندما يتعرض لها الجلد.

3-    بعض العناصر الغذائية المفقودة غالباً في الحمية الخالية من الجلوتين:
        الرايبوفلافين (فيتامين ب2)
        النياسين (فيتامين ب3)
        الثيامين (فيتامين ب1)
        الألياف  و فيتامين ب 12.

3-1الرايبوفلافين يتواجد في :
        منتجات الألبان: الجبن واللبن والحليب.
        البقوليات: الفول، الكلى، وفول الصويا والبازلاء.
        المكسرات: اللوز.
        الفطر.
        الخضار الورقية الخضراء: السبانخ.

3-2النياسين يتواجد في :
        الأسماك: التونة، سمكة أبو سيف، سمك السلمون، سمك الهلبوت.
        صدور الديك الرومي.
        البذور: بذور عباد الشمس.
         البقوليات: العدس، والفول السوداني.

3-3الثيامين يتواجد في :
        الأسماك: سمك السلمون، سمك السلمون المرقط.
        عصير البرتقال.
        البقوليات: الفاصوليا السوداء، البازلاء والعدس.
        المكسرات: الفستق والصنوبر والجوز.
        حليب الصويا (التأكد بأن يكون خالي من الجلوتين).

3-4الألياف:
هي نوع من أنواع النشويات التي لا يمكن هضمها ، وبالتالي لا يمكن أن تمتص في الجسم و قد يعاني المشخص حديثاً بمرض السيلياك من أعراض الإسهال بسبب سوء الامتصاص . و بعض المصابين من الممكن أن يكونوا قد عانوا من مشاكل مع الإمساك بسبب عدم تناول كمية كافية من الألياف.

كيف من الممكن أن نضيف الألياف إلى نظامنا الغذائي؟
        الأغذية النباتية: الفواكهة والخضروات.
        البقوليات: الفاصوليا الجافة والبازلاء والعدس.
         الحبوب الكاملة.
         البذور.
          الجوز (عين الجمل).

 * نصائح لإضافة الألياف للغذاء :
·        اختيار مجموعة متنوعة من الأطعمة الغنية بالألياف (خالية من الجلوتين) على أساس منتظم.
·        اختيار  دقيق و وصفات خالية من الجلوتين غنية بالألياف والنشويات.
·        اختيار الوجبات الخفيفة الغنية بالألياف مثل الفواكه المجففة والمكسرات، والبذور، والفشار.
·        اختيار المعجنات الغنية بالألياف، مثل الأرز الأسمر والعدس، الكينوا، والصويا، عوضا عن الأرز الأبيض.
·        إضافة الفواكهة المجففة والمكسرات إلى : حبوب الإفطار، السلطات، الكعك، الكوكيز أو الخبز.
·        إضافة الألياف إلى النظام الغذائي تدريجياً.

4-    خطورة الحمية العالية بالدهون:
إتباع نظام غذائي خال من الجلوتين من الممكن أن يؤدي إلى تناول نسبة عالية من الدهون ، بما في ذلك الدهون المشبعة ( الحيوانية ) أو الدهون المتحولة بسبب تغير تركيبة نوع النظام الغذائي . و لهذا يجب أن نختار أغذية خالية من الجلوتين طبيعية ونبتعد عن الأطعمة المصنعة.

5-    لماذا من المهم جداً إتباع حمية صارمة خالية من الجلوتين :
        الإبتعاد عن الجلوتين يمنع حدوث الأضرار في الأمعاء.
        سوف يساعد الجسم على الشفاء من أي ضرر أو التهاب حدث مسبقاً.
        الشعيرات القصيرة الموجودة في الأمعاء ستنمو مرة أخرى وسوف تبدأ في امتصاص المزيد من المواد الغذائية و ستنخفض الاعراض المصاحبة للمرض.
        يمكن للمريض البدء في تناول الفيتامينات والمعادن الناقصة في جسمه.

6-    نصائح لتنظيم الوجبات الغذائية :
        أن يبدأ المصاب نظامه الغذائي بتناول أطعمة طبيعية خالية من الجلوتين.
        عند تناول أغذية خالية من الجلوتين مصنعة يجب التأكد من سمعة الشركة المنتجة وسلامة غذائها.
         استخدام وصفات تحتوي على الكثير من البهارات والمكونات الغنية بالطعم للتأكد من أن الطعام لذيذ.
        تغير الحمية بشكل تدريجي كأن يبدأ المصاب بالوصفات والأطعمة المشابهة من نظامه الغذائي الحالي ، و تدريجياً أضف وصفات ومكونات بديلة.
        وفر قائمة أطعمة طبيعية خالية من الجلوتين.

7-    بعض الإرشادات المفيدة :
        تناول ٦-١١ حصص يومياً (حسب احتياج المصاب اليومي) من النشويات الخالية من الجلوتين و التركيز على الحبوب الكاملة.
        الإكثار من تناول الأطعمة الخالية من الجلوتين الغنية بالثيامين و الرايبوفلافين و النياسين ، حمض الفوليك، والحديد.
        تناول ٣ حصص يوميا من مشتقات الحليب (قليلة أو خالية الدسم).

        تناول مكملات غذائية خالية من الجلوتين (كالسيوم، فيتامينات متعددة، معادن).


المصدر: